Monday, November 22, 2010

مهازل الديموقراطية المصرية

نهضة مصر – الثلاثاء 15 /11/ 2005

.. مهازل الانتخابات الحالية
!! و عجـائب اللا معقـول

من فرط ما استجبنا للتلقين، و استندنا إلى سنن الأقدمين، فقدنا القدرة على التساؤل .. بل قد نكون قد فقدنا الرغبة في أن نعرف حقيقة و أسباب الأشياء، صغيرها و كبيرها .. نتعلّم في مدارس، و نعلّم فيها، و يذهب إليها أبناؤنا، و مع ذلك لم يحدث أن توقّف أحدنا ليتساءل : لماذا هي كذلك ؟ .. نشارك في الانتخابات النيابية، و ندخل في معاركها، و نترقّب بحماس نتائجها، و تمضي الدورة البرلمانية تلو الأخرى، و لم يحدث أن سألنا أنفسنا عن الجدوى الحالية لهذا الشكل من أشكال الممارسة الديموقراطية
إلى متى نظلّ نسعى وفق خطط مجهولة الصاحب و الغرض ؟ .. إلى متى نتهرّب من محاولة التفكير الناقد، الذي يتيح لنا أن نتعرّف على صلاحية الأشياء التي نقوم بها أو نخضع لها ؟
ومتى نستجيب لنداء العصر، عصر المعلومات، فنمارس حقنا و واجبنا في التفكير الابتكاري، الذي يسمح لنا بالنظر إلى الأشياء من منظور غير تقليدي، فنعرّيها من ثياب تنكّرها التي تراكمت عليها عبر الزمن لتخفي حقيقتها ؟، ثم يتيح لنا أن نكتشف البدائل الأكثر تعبيرا عن صالحنا، و أكثر انسجاما مع عصرنا ؟
لماذا ينقصنا دائما التفكير الواضح، في أحوالنا و أحوال العالم من حولنا ؟ .. لماذا يتجاوز هذا عامة الناس، و من فرضنا عليهم الأميّة مصيرا، و نراه شائعا بين معظم مثقفينا و كتّابنا و أساتذة جامعاتنا، و قيادات أحزابنا، قيادات ما نطلق عليه تعبير " الحزب الوطني الديموقراطي "، القديمة و الجديدة، و ما يستجد منها عند بلوغ الأحفاد السن
القانونية ؟

ما المناسبة ؟

و قد يسأل سائل: و ما مناسبة هذه المقدمة الطويلة، و الأسئلة التي لن تجد من يجيب عنها، و نحن في قلب معركة تكسير العظام الانتخابية ؟
أجيب، بأن فرط الإسفاف السياسي المصاحب لهذه الحملة الانتخابية، و كمية الزيف و الكذب و التلفيق التي تتردد على ألسنة الجميع، و في مقدّمتهم أباطـرة الحزب الحاكم، و فحش الرشاوى العلنية النقدية و العينية .. و أيضا من فرط خوفي من أن يتصوّر بسطاء الناس أن هذا الذي يجري في أنحاء مصر له علاقة بالديموقراطية عامة، أو حتّى بديموقراطية التمثيل النيابي .. و أيضا خشيتي من تصور المثقف المصري أن هذا النوع من الديموقراطية، الديموقراطية النيابية، هدفا مثاليا لجميع العصور، و سنّة من السنن التي تستوجب تكفير كل من يدينها، و كلّ من يعلن ـ بعلمه ووعيه و تجربته ـ أنها فقدت صلاحياتها في جميع أنحاء العالم، نتيجة لتحول البشر من عصر الصناعة إلى عصر المعلومات

ديموقراطية التمثيل النيابي، التي تنكر على المواطن قدرته على اتخاذ قراراته فيما يمس حياته، و تفرض عليه أن ينيب عنه من يتولّى هذا من نخبة اتخاذ القرارات .. و التعليم القائم على التلقين، و على إعداد السواد الأعظم من
الدارسين للقيام بالأعمال العضـلية أو اليدوية الروتينية المتكـررة التي لا تحتاج إلى إعمال العقل .. والإعلام الجماهيري، الذي يسعى إلى قولبة الجماهير، و تعويدها على قبول ما تفرضه النخبة الحاكمة .. و نظم الإدارة البيروقراطية، القائمة على النظام الهرمي لتسلسل الرئاسات، التي تحتكر فيها الصفوة عند قمة الهرم عمليات التفكير و الابتكار و اتخاذ القرارات، و لا يكون على القواعد سوى التنفيذ دون تساؤل .. و الاقتصاد القائم على الفصل بين الإنتاج و الاستهلاك، و تعظيم الأرباح على حساب البيئة و الإنسان .. هذه النظم الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية بدأ ظهورها في حياة البشر بعد انطلاق الثورة الصناعية، و التي صاغها الآباء الأوائل للثورة الصناعية، بهدف تعظيم الأرباح الصناعية، و ترسيخ مكانة الصفوة

الانتخابات كأداة في يد الصفوة

الديموقراطية النيابية، أو ديموقراطية التمثيل النيابي .. أو الديموقراطية التي يقوم فيها سكّان رقعه من الأرض باختيار من ينوب عنهم في اتخاذ القرارات التي تمسّ حياتهم، باعتباره أقدر منهم على معرفة ما هو في صالحهم .. هذه الديموقراطية كانت نصرا للشعوب في بدايات عصر الصناعة، و ساهمت في إدخال عناصر من الشعب و طبقته المتوسطة إلى عملية اتخاذ القرار التي كانت قاصرة على الصفوة قبل ذلك، و اقتضت وجود الأحزاب التي تلعب دور الوسيط بتجميع الأصوات، التي هي وقود العملية الانتخابية
و في هذا يقول المفكر المستقبلي ألفن توفلر : لابد من الاعتراف بأن الحكومة القائمة على التمثيل النيابي و الانتخاب، و التي ولدت من الأحلام التحررية لثوار المجتمع الصناعي، كانت تقدما مدهشا بالنسبة لنظم السلطة السابقة عليها .. و بفضل تمسّك هذه الحكومة القائمة على التمثيل الانتخابي بمبدأ حكم الأغلبية، و بحق كل إنسان في إعطاء صوته، ساعدت بعض الفقراء و الضعفاء في استدرار بعض المنافع، و ظهرت الحكومة في مطلع الثورة الصناعية بمظهر الثورة الإنسانية .. و مع ذلك، و منذ البدايات الأولى، عجزت تلك الحكومات دائما عن الوفاء بالتزاماتها، و فشلت في تغيير البناء التحتي للسلطة .. و هكذا تحوّلت الانتخابات، بصرف النظر عمن يربح فيها، إلى أداة حضارية قوية في يد الصفوة
ملحوظة : هذا هو ما يقوله توفلر، لكنها عندنا تحولت إلى أداة قمعية في يد السلطة المزمنة

ما الذي تغيّر.. و متى ؟

ظلّت ديموقراطية التمثيل النيابي، بتنويعاتها المختلفة، هي الشكل المعتمد للممارسة الديموقراطية في العالم، إلى أن انسحبت الأسس و المبادئ التي قامت عليها من حياة البشر . حدث هذا بعد قيام ثورة المعلومات، و تبلور شكل مجتمع المعلومات في نهايات القرن الماضي
فقدت النظم القديمة في الاقتصاد والممارسة السياسية و التعليم و الإدارة و الإعلام .. فقدت مصداقيتها، لتناقضها مع الواقع الجديد الذي أحدثه التحوّل من مجتمع الصناعة إلى مجتمع المعلومات . و في جميع المجالات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية، بدأ البحـث عن النظم الجديدة التي ستحل محلّ النظـم القديمة .. و كانت النظم الجديدة للممارسة السياسية من بين الأمور التي شغلت فكر المفكرين
و بديهي أن نواقص الممارسة السياسية التي نشهدها هذه الأيام في انتخاباتنا النيابية، لا تشبه في شيء المشاكل التي واجهت الممارسة الديموقراطية في الدول الديموقراطية العريقة . لكن الثابت أن التركيبة بأكملها لم تعد قابلة للتطبيق .. الأحزاب، و صناديق الانتخابات، و اختيار نوّاب عن الشعب يتولّون عنه مهمة اتخاذ القرارات، و تحوّل نواب الشعب إلى جانب من كيان الصفوة التقليدية، بمجرّد انتخابهم
الأسباب الحقيقية

المسألة ليست ـ كما هي عندنا ـ تزوير في كشوف الانتخاب، و ضغوط أمنية و أدبية و مالية على الناخبين و المرشّحين، و رغبة من النظام الحاكم ـ و قياداته العليا ـ في عمل كل ما يبقي له سيطرته و سلطانه .. المسألة ترتبط بالمستجدات التي خلقتها ثورة المعلومات، و أوجبها مجتمع المعلومات، و هي
أولا : التكنولوجيات الحديثة في مجالات المعلومات و الاتصالات و الانتقالات أتاحت للبشر تدفّقا متواصلا من المعلومات و المعارف، و جعل بإمكان الفرد أن يعتمد على نفسه، أيا كان عمره، في متابعة كل ما هو جديد في الحياة و نظمها، و قاد إلى تحوّل السواد الأعظم من العمالة العضلية إلى العمالة العقلية . لقد ارتفع التعليم الذاتي، المعتمد على التكنولوجيات الجديدة، بمستوى معارف و تفكير و القدرات الابتكارية الفرد، ممّا جعله أكثر خبرة من معظم النواب فيما يجب اتخاذه من قرارات فيما يتصل بالأمور التي تمس حياته بشكل مباشر
ثانيا : تزايد المعلومات و المعارف المتاحة للأفراد، و تباين استجاباتهم لها، خلق تنوّعا واسعا بين الأفراد، فلم يعودوا الآحاد المتطابقة التي قامت على أساسها جميع النظم الجماهيرية في المجتمع الصناعي، التعليم الجماهيري، و الإعلام الجماهيري، و أيضا الديموقراطية الجماهيرية
ثالثا : و انعكس هذا على النظم الإدارية التي نعتمد عليها في حياتنا، و بدأ التحوّل من المركزية إلى اللامركزية، و تغيّرت العلاقة بين القيادة و القاعدة، و اختفت طبقة الإدارة الوسيطة، فحدث انقلاب في تصميم المؤسسات، نتيجة للتحوّل من التنظيمات البيروقراطية الهرمية، إلى التنظيمات الشبكية . هذا التحوّل يتيح إقامة ديموقراطية لامركزية، تجعل الحكم المحلّي حقيقة مؤثّرة في حياتنا

* * *

لعل ما أوردناه من نقاط، يتيح لنا إدراك أن ما نحن بصدده بالنسبة للممارسة الديموقراطية، ليس مجرّد تجويد، أو تحسين، أو تخلّص من نواقص التطبيق .. إننا بصدد شكل جديد للديموقراطية، يشارك فيه كل فرد في اتخاذ القرارات التي تمسّ حياته، فلا ينيب أو يوكّل من يقوم نيابة عنه بذلك .. ديموقراطية لامركزية ترتبط ارتباطا وثيقا بإعطاء أهمية مضاعفة للحكم المحلّي، و تستفيد من التكنولوجيات المعلوماتية في التصويت و تبادل الآراء و الأفكار .. يطلق عليها مؤقّتا اسم : ديموقراطية المشاركة
كيف ؟ .. هذا حديث آخر، لا تحتمله عقول المصريين هذه الأيام وسط مهازل الانتخابات الحالية، و عجائب اللامعقول التي تشيع فيها

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل تصدّق أن هذا كتبته و نشر إبان انتخابات 2005 ؟
و هل سيظل صالحا لانتخابات 2015 ؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

Saturday, November 20, 2010

لماذا كلّ هذا الفشل ؟


البحث عن المنهج المناسب

دعوة للتفكير المنظّم
تتجاوز مستنقع الانتخابات الذي نقاد إليه


(1 ) متى يفكّر الإنسان ؟

ــ عندما تتغير الأوضاع الخاصة، أو العامة . ففي أحوال الثبات التام (و هذا فرض نظري) لا يحتاج الإنسان إلى التفكير . أمّا عندما تتغيّر بعض الأوضاع، يجد نفسه محتاجا للتفكير في أثر هذه التغيرات على نظم حياته المستقرّة، لكي يعدّل من مواقفه و تصرفاته، بما يناسبه . و التغيّر هنا قد يكون شعورا بالإجهاد، أو موقفا غير معتاد ممن هم حوله، أو ارتفاعا في سعر سلعة او خدمة، إلى تغيّر مفاجئ في الطقس عند التفكير في هذه الأحوال، أحوال التغيير البسيط أو النسبي، يكفي الإنسان الاعتماد على خبراته السابقة، أو خبرات من هم حوله

(2) ما هي أمثلة التغيرات النسبية في حياة البشرية ؟

ــ امتدّ عصر الزراعة إلى ما يقرب من عشرة آلاف سنة .. و هو العصر الذي قامت فيه حياة البشر أساساعلى الزراعة في جميع قارات العالم . كلما انتقلت مجموعة من البشر من الاعتماد على القنص أو الرعي، إلى الاعتماد على الزراعة، مستقرّة فوق رقعة محددة من الأرض، سادت قوانين أساسية واحدة للحياة، رغم اختلاف الأعراق و الأجناس و الطبيعة و المناخ
طوال ذلك الزمن الطويل، خضع أبناء المجتمعات الزراعية لنفس الأسس الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية، و سادت بينهم نفس منظومة القيم و الأخلاق
ملاحظة هامة : الثابت أن هذه الأسس جميعا نبعت من طبيعة الحياة الزراعية السائدة، و التي حددت أطر حياة البشر في المجتمعات الزراعية . و لقد بقيت تلك الأسس على حالها، طوال ذلك الزمن، رغم التغيرات النسبية العديدة التي طرأت على أفكار و عقائد و علوم أبناء المجتمع الزراعي ... و هذا يقود إلى أن طبيعة العمل السائد تحدد أسس حياة البشر

(3) بماذا تختلف التغيرات النسبية عن التغيرات الكبرى ؟

ــ في حالة التغيرات النسبية، يمكننا الاعتماد على السوابق، و على رصيد خبراتنا، أو خبرات من هم حولنا ممن سبقونا إلى المرور بتلك التغيرات .. و هكذا تتوفر المرجعيات للقياس و الاستفادة . و يمكننا أن نرى أمثلة لذلك، في تبادل الخبرات و المعارف بين الحضارات المصرية والإغريقية و الفارسية و الهندية و الإسلامية ..التي كانت جميعا حضارات زراعية يعيش أهلها على الزراعة أساسا

ــ في حالة التغيرات الجذرية الشاملة، تفقد الخبرات الحالية و السوابق قيمتها، و لا يجد البشر مرجعيات متاحة، في أي مكان على الأرض.. فالجميع يواجه نفس الأزمة . مثال ذلك انتقال البشر من الزراعة إلى الصناعة، في أعقاب اختراع الآلة البخارية . لم تعد الأسس الاجتماعية والاقتصادية و السياسية و منظومة القيم النابعة من واقع الحياة الزراعية صالحة للتعامل مع الحياة الصناعية، بعد أن فقدت مرجعيتها
و هذا هو أساس المشاكل المزمنة في مصر، لكل من يتصدّي للتفكير في الإصلاح عندنا، متصورا أن بالإمكان إصلاح أو إعادة بناء أي شيء على حدة دون أن ينبع ذلك من رؤية شاملة للتغيرات التي يمر بها العالم، سواء كان الإصلاح يتصل بالتعليم، أم الموارد الاقتصادية، أم النقل، أم الأسرة، أم بالممارسة الديموقراطية ، أم بالفساد
هذا هو سر إخفاق المخلصين الأذكياء، بين المفكرين و النشطين السياسيين، و المسئولين الأمناء في دوائر الحكم عندنا، الذين يتصورون إمكان تحقيق شيء، قبل فهم طبيعة التغيرات الحادثة و أبعادها، و دون التوصّل إلى رؤية مستقبلية شاملة لمصر، تنبع منها الاستراتيجيات و الخطط، في جميع مجالات الحياة

(4) ماذا نفعل في مواجهة التغيرات الجذرية الشاملة ؟

ــ نفعل ما فعله مفكّروا عصر الصناعة الأوائل . درسوا مؤشرات التغير الأساسية التي فرضتها طبيعة العمل الصناعي، التي يتواصل و يتزايد أثرها، و التأثير المتبادل بين تلك المتغيرات مثل
أ ـ ما أتاحته الطاقة الميكانيكية من إنتاج على نطاق واسع و استهلاك على نطاق واسع
ب ـ و ما ترتّب على ذلك من انفصال للإنتاج عن الاستهلاك ـ
ج ـ ممّا اقتضي قيام السوق بمعناها المستجد، و ما ترتب علىّ هذا من مؤسسات اقتصادية مستجدة . و اكتشفوا سقوط النظم النابعة من عصر الزراعة،في مجال الأسرة، و التعليم،و الإدارة و العمالة و العمل و في النظم الاقتصادية و تشكّّل منظومة جديدة للقيم و الأخلاق
د ـ و اكتشفوا المبادئ الجديدة التي يقوم عليها عصر الصناعة، و التي تختلف ـ بل و تتناقض كثيرا ـ مع المبادئ التي قامت عليها الحياة طوال العمر الممتد لعصر الزراعة
هـ ـ تلك المبادئ التي اقتضاها قيام الحياة على الصناعة مثل : النمطية و التوحيد القياسي لكل شيء ـ ضبط الزمن و تحقيق التزامن ـ التخصص الضيّق ـ التركيز في كل شيء ـ المركزية الشديدة ـ عشق الضخامة
و نشط المفكرون في رسم إطار الرؤية المستقبلية لبلادهم، و فقا لمدى تحوّلهم من الزراعة إلى لصناعة . و مع كل الاختلافات بين المجتمعات الصناعية في العالم ـ على مدى ثلاثة قرون تقريبا، هي عمر عصر الصناعة ـ ظهر أن أسس الحياة الصناعية كانت واحدة، و قد خضعت لتلك الرؤية جميع المجتمعات الصناعية في جميع القارات، و سواء كانت تمضي وفق النظم الرأسمالية أم الاشتراكية
و السرّ في هذا، هو أن التكنولوجيا السائدة، تفرض نوع العمالة السائدة، و تنتهي في آخر الأمر برسم أسس الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية
و هذا يتم على ثلاثة مراحل
أولا) تقوم التكنولوجيا الجديدة بالعمل الذي كان الإنسان يقوم به
ثانيا) توفّر هذه التكنولوجيا إمكانات في العمل، لم يكن ـ و لن يكون ـ بإمكان الإنسان أن يقوم بها
ثالثا) بناء على ما سبق، تتحوّل البنى الاجتماعية و الاقتصادية القائمة، إلى نظم اجتماعية و اقتصادية جديدة

و يمكننا فهم هذا بشكل أوضح لو تأملنا التحول في مبادئ الحياة بين عصري الزراعة و الصناعة و دراسة هذا التحوّل تساعدنا كثيرا في تناول التحولات الكبرى التي نمر بها الآن، و التي تتجاوز ـ في قوّتها و تسارعها ـ انتقال البشر من عصر الزراعة إلى عصر الصناعة

(5) هل يفيدنا هذا في فهم التغيرات الكبرى
التي يمر بها لبشر حاليا ؟

ــ يفيدنا كثيرا أن ندرس تحوّل البشر من عصر الزراعة إلى عصر الصناعة، في فهم التحوّل الحالي من عصر الصناعة إلى عصر المعلومات ( لماذا هذه التسمية، و من أين أتت، سنطرحه فيما يلي من تساؤلات ) . نحن نمرّ بنفس التغيرات الكبرى التي سبقت عصر الصناعة، و لكن بشكل أكثر قوّة و تأثيرا و شمولا . تغيرات اليوم متلاحقة متسارعة بطريقة غير مسبوقة، و هي تلاحقك شئت أم أبيت .. طوال عصر الصناعة، كان بإمكان دولة ما أن تقرر المضي في حياة الزراعة بنفس أسس عصر الزراعة . هذا إذا لم يجد الاستعمار النابع من طبيعة النظام الصناعي حاجة لاستعمارها .. أمّا اليوم فليس بإمكان أي دولة صغيرة أو كبيرة، قريبة أو بعيدة، أن تتجاهل التحوّل الشامل إلى عصر المعلومات


(6) كيف نرسم معالم الرؤية المستقبلية
لمجتمع المعلومات ؟

ــ نفعل مافعله المفكرون الأوائل لعصر الصناعة، من موقع أفضل، بفضل قدرتنا على دراسة مرحلة التحوّل الأخيرة من الزراعة إلى الصناعة، و الاستفادة منها في فهم التحوّل الجديد
أولا : ندرس مؤشرات التغير العظمى التي طرأت على حياتنا منذ منتصف القرن العشرين تقريبا
ثانيا : نختار منها المؤشرات متزايدة التأثير،و مطّردة النمو
ثالثا : ندرس التأثيرات المتبادلة بين تلك المؤشرات الأساسية المختارة
رابعا : نحدد المبادئ الأساسية للمجتمع الجديد، و نتتعرّف على آثار الاعتماد على التكنولوجيا المعلوماتية ( الرقمية ) في صياغة الأسس الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية للحياة في المجتمع لجديد
خامسا : و من هذا يمكن أن نرسي أسس الرؤية المستقبلية لمجتمع المعلومات


(7) لماذا نطلق اسم مجتمع المعلومات
على المجتمع الجديد ؟

ــ رغم انه من الصعب أن نقصر أسباب الانتقال من عصر لآخر على سبب واحد أو سببين، إلا أنه من الواضح أن التغيرات الأساسية اتي مرّت بها حياة البشر، منذ منتصف القرن العشرين، ترجع إلى حدّ كبير إلى ما يمكن أن نطلق عليه اسم : ثورة المعلومات
و لكي نفهم مدلول هذا الاسم، نطرح ما يمكن أن نطلق عليه " الدائرة النشطة " . على محيطها تنتظم عناصرها التي تقود إلى بعضها البعض بشكل متواصل . هذه العناصر هي
أولا : تزايد لمعلومات المتاحة و تدفقها . بفضل تطوّر و سائل الاتصال و الانتقال
ثانيا : قاد هذا إلى ضرورة تطوير تكنولوجيات المعلومات، لمواجة ذلك التدفّق
ثالثا : قاد هذا بدوره إلى المزيد من اندفاع و توالد المعلومات و المعارف، ممّا أتاح للبشر أن يتحرروا من نمطية المجتمع الصناعي، و أن يتعرّفوا على أساليب حياة تختلف عن أسلوب حياتهم .. فبدأ الناس يتمايزون في مشاربهم و توجّهاتهم و في رغباتهم و ساليب حياتهم .. و هذا التمايز في حدّ ذاته خلق المزيد من لمعلومات .. و هكذا مضت الدائرة النشطة
رابعا : هذا التفاعل المتسلسل، و الذي يقوم على التعامل مع المعلومات، هو الذي قاد إلى تسمية : مجتمع المعلومات

(8) بماذا تفيد الرؤية المستقبلية لمجتمع المعلومات ؟

ــ الرؤية المستقبلية لمجتمع المعلومات، هي التي نستنبط منها مستقبل أي شيء في مجتمع المعلومات ، في النواحي الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية ( كمسقبل الأسرة، أو التعليم، أو العمالة، أو الإدارة، أو الاقتصاد، أو الممارسة الديموقراطية، أو الإعلام) ، و تدلنا على المبادئ الأساسية لمجتمع المعلومات، من حيث اختلافها عن المبادئ التي سادت عصر الصناعة، و التي تفيد التحوّل
من العمل الجسدي، إلى العمل العقلي
من انتاج البضائع، إلى انتاج المعلومات...بالنسبة لمركز ثقل الإنتاج
من المركزية إلى اللامركزية، و من التنظيم الهرمي إلى التنظيمات الشبكية
من تلويث البيئة إلى حمايتها
من وقود الحفريات إلى أشكال جديدة ومتجددة من الطاقة
من الاقتصار على المواد الخام المستخرجة من جوف الأرض، إلى الاعتماد على الخامات المخلّقة
من فصل الإنتاج عن الاستهلاك، إلى اقتصاد تعاوني، و إنتاج من أجل الاستهلاك الشخصي
من التمثيل النيابي، إلى المشاركة في اتخاذ القرار
من الاعتماد على المؤسسات، إلى الاعتماد على الذات
من الاقتصاد القومي، إلى الاقتصاد العالمي :جلوبال

(9) و ماذا عن الرؤية المستقبلية لمصر ؟

التوصّل إلى الرؤية المستقبلية لمصر، يقتضي الوضوح حول أمرين، الهدف، و المنطلق
أولا : الهدف المنشود هو اللحاق بركب التطور العالمي، من خلال الرؤية المستقبلية الشاملة لحقائق مجتمع المعلومات، و هو ما طرحنا جانبا من عناصره الأساسية في الأسئلة السابقة

ثانيا : نقطة الإنطلاق، أو الأرض التي نقف عليها، و نحن نمضي في رحلة إعادة البناء نحو المستقبل . أي الوضع الراهن لمصر ..و بخاصّة ما يمكن أن نطلق عليه : الخريطة الحضارية الراهنة لمصر

(10) ما هي الخريطة الحضارية الراهنة لمصر ؟

ــ هذا يعني أن نرصد بأمانة موقعنا على سلّم تلاحق الحضارات البشرية . أو بمعنى آخر : لقد تعاقبت على البشر ثلاث حضارات كبرى، أو أنماط حياة كبري، هي نمط الحياة الزراعية، ثم نمط الحياة الصناعية، و أخيرا نمط الحياة النابع من احتياجات مجتمع المعلومات . و لقد أخذت المجتمعات و الدول المختلفة، بنسب مختلفة من تلك الأنماط، وفقا لحظوظها من استخدامات التكنولوجيات الخاصة بكل نمط، و نسب شيوع مبادئ كل عصر من عصور التطوّر المشار إليها
الدراسة المطلوبة تستهدف معرفة نسب انتماء شعب مصر إلى كلّ من أنماط الحياة هذه .
إلى أي مدي يعيش الشعب المصري بمنطق عصر الزراعة .
و إلى أي مدى قد تبنّى منطق عصر الصناعة .
و ما حجم القلّة التي اقتحمت جهد تبنّي منطق عصر المعلومات .
وضوح هذه النسب، يرسم الخريطة الواقعية التي نقف عليها .. و هذا يحدد نوع الجهد لمطلوب منا لكي ننتقل بالحياة المصريةإلى واقع مجتمع المعلومات، و يكون أساسا لعملنا و نحن نرسى استراتيجيات إعادة البناء، و نترجمها لى خطط متكاملة، و برامج زمنية واقعية، و يحدد نوعية خطط التنمية التي نأخذ بها

* * *


التساؤلات العشرة السابقة، و الإجابات عنها، تفيد أن معركتنا الرئيسية هي معركة فكرية .. نحن في حاجة إلى إشاعة وعي جديد بحقيقة موقعنا و طبيعة هدفنا، ليس فقط بين الشباب و الناشئة، و لكن أيضا بين المتنفذين في حياتنا على أعلى المستويات، و بين جميع السلطات التنفيذية و القضائية و التشريعية..و بين القيادات الفكرية في المجالات الأكاديمية و الثقافية و الإعلامية

تجاربنا الفاشلة المتكررة لحلّ مشاكلنا، و إعادة بناء مصر على أسس معاصرة، لا ترجع إلى قصور في ذكاء ساستنا و مفكرينا المنشغلين بأوضاعنا المتردّية، أو إلى نقص في جهودهم، كما لا يرجع شيوع الفساد في مختلف مستويات مجتمعنا، لكنّه يرجع أساسا إلى عدم إدراك أهمية التوصّل إلى : رؤية مستقبلية شاملة لمصر، تنبع منها استراتيجيات و خطط متزامنة، تربط بين حركتنا في مختلف المجالات الاجتماعية و الاقتصاية و السياسية، وفق الأولويات التي تناسب قدراتنا

راجي عنايت renayat@gmail.com

Tuesday, November 9, 2010

التنقيب في مخلّفات الماضي

نهضة مصر - 2005

عندما لا يجدي الترقيع
حكاية واقعية من ذكريات الصديق الراحل صالح مرسي

كنت مع صديقي الأديب الراحل صالح مرسي في الإسكندرية، سألني : إلى أين ؟، قلت : إلى ورشة السيارات التي في شارع منشّا، في محرّم بك،، لأرى ما تم في العمـرة التي يقومون بها لسيارتي
عـرض عليّ أن نذهب معا في سيارته الهيلمان القديمة، فشكرته . اندهش صالح لضخامة الورشة، و ما فيها من خدمات متطوّرة، و عندما انتهيت من حديثي مع المهندس زكي، و عرفت منه موعد استلام السيارة، حتّى اندفع صالح يقول بحماس للمهندس : و أنا أيضا أريد أن أعمل عمرة لسيارتي . أجاب المهندس الإسكندراني زكي بهدوئه المعتاد : و ماله نشوفها
بعد معاينة السيارة، واجه المهندس صالح بكل هدوء وبشاشة قائلا : ما ينفعش ! . فسأل صالح بحدّة توحي باستيائه الشديد : ليه ؟. أجاب المهندس قائلا أنه لو فكّ موتور السيارة، فالأغلب أنه لن يصبح من الممكن تجميعه مرّة أخرى
انصرفنا، وأنا أحاول تخفيف شعور الاستياء الذي استولى عليه . و في الموعد الذي حدّدوه لاستلام سيارتي، صمّم صالح أن يذهب معي، قائلا أنه اتّصل بقريبه الذي كان قد اشترى منه السيارة، و يعمل في اليمن، و أن ذلك القريب وعده بشحن موتور هيلمان جديد لسيارته
عندما زف صالح البشرى إلى المهندس زكي، ابتسم قائلا بنفس الهدوء : برضه ما ينفعش . ثار صاالح، فراح الرجل يشرح له الاستحالة الفنية، و كيف أن أجزاء السيارة القديمة ستتداعى نتيجة لقـوّة الموتور الجديد .. ظهر الحزن على صالح و هو يقول : كان نفس أصلّحها .. أصلي باحبّها قوي . فقال الباشمهندس بنفس الهدوء التقليدي : هات لك يا بيه عربية جديدة و حبّها برضه !.. أصل الحب مش في الميكانيكا


في مهرجان الحلول المطروحة لمصر

تذكّرت هذه الحكاية، و أنا أتابع مهرجان الحلول المطروحة لنهضة مصر : الحلّ الاشتراكي، و الحلّ الرأسمالي، و الحل الإسلامي، و الحلّ القومي العربي الوحدوي .. هذا المهرجان الذي يطرح جميع الحلول، ما عدا الحلّ النابع من طبيعة المرحلة الحضارية الراهنة التي يمر بها الجنس البشري، و الذي أحاول جاهدا أن ألفت النظر إليه
مازال البعض منّا ينادي بالعودة إلى الحلّ الاشتراكي، في مواجهة أنصار الحل الرأسمالي، الذي ارتفعت أسهمه بعد انهيار الكتلة الاشتراكية، بدعوى أن الحل الاشتراكي فشل في التطبيق، و ليس من حيث المبدأ . أمّا أصحاب الحلّ الرأسمالي فيرون أنّهم حققوا النصر النهائي على الماركسية و الاشتراكية، و أن الاقتصاد الرأسمالي هو السبيل لإنقاذ مصر
و ينسى جميع هؤلاء أنّ الرأسمالية و الاشتراكية هما وجهان لعملة واحدة هي المجتمع الصناعي.. هما رؤيتان للتعامل مع مجتمعات تمضي وفق المبادئ الأساسية لعصر الصناعة . و جرى تطبيق الرأسمالية و الاشتراكية على مجتمعات تعتمد المركزية الممعنة، وتقوم على أساس الهرم البيروقراطي، تعتمد على الإنتاج على نطاق واسع (ماس برودكشن) و التوزيع على نطاق واسع، و على السوق المتطوّرة التي تربط بيتهما، و أخذا معا بمبدأ السعي نحو الأضخم و الأكبر، و بلوغ النهايات العظمى، و على نفس طبيعة العمالة العضلية بنفس حدودها الضيّقة . كذلك جرى تطبيق الرأسمالية و الاشتراكية على مجتمعات تقوم على النمطية، و التوحيد القياسي، و الجماهيرية في كلّ شيء، في الإنتاج و الاستهلاك و التعليم و الممارسة السياسية و الإعلام .. أي أنهما ـ باختصار ـ جرى تطبيقهما معا على مجتمعات صناعية

ثورة المعلومات، و حياة جديدة

و منذ منتصف القرن الماضي، و مع بداية ثورة المعلومات ، أخذت مبادئ المجتمع الصناعي في التراجع، مفسحة المجال لمبادئ جديدة مختلفة، بل و متناقضة مع مبادئ عصر الصناعة . لقد أصبح للتقدّم و الترقّي أهدافا جديدة، غير الأهداف التي شاعت في عصر الصناعة
هذه الأهداف الجديدة هي التي يجب أن نسعى للتعرّف عليها و نحن نبحث عن حلول لأوضاع مصر، تقود إلى مستقبل أفضل . لن يفيدنا أن نبحث عن حلول من مجتمعات قامت على أسس مجتمعية مختلفة عن أسس مجتمع المعلومات، شاعت و نجحت في مجتمعات تاريخية أخرى
لهذا، أنصح من يحاولون ـ بجد ـ أن يبحثوا عن واقع و مستقبل أفضل لمصر، أن يضعوا نصب أعينهم المهام الضرورية التالية
أولا : النظر إلى التاريخ باعتباره تتابع لموجات حضارية كبرى، زراعية، ثم صناعية، ثم معلوماتية
ثانيا : الاعتماد على مؤشّرات التغيّر الكبرى الحالية في التعرّف على طبيعة الحياة في مجتمع المعلومات، و الأسس الجديدة التي تقوم عليها حياة البشر
ثالثا : التوصّل إلى رؤية مستقبلية شاملة، نستنبط منها مستقبل أي نشاط في حياتنا
رابعا : الفهم الصادق الأمين للواقع المصري الحالي، و معالم الخريطة الحضارية لمصر، أي مدى سيادة و تأثير المبادئ الزراعية و الصناعية و المعلوماتية على أرض مصر

* * *

هذا هو السبيل الأسلم للتفكير في إعادة بناء مصر، من أجل اللحاق بركب التطوّر البشري، و هو الذي سيغنينا عن التنقيب في حلول من مخلّفات الماضي، و يريحنا من محاولات فتح الأبواب الجديدة بمفاتيح قديمة

راجي عنايــت


Wednesday, November 3, 2010

حدث في مصر


البوشي .. و جمال مبارك
الصورة المرفقة عبارة عن صفحة من ملحق " البورصة المصرية "، الذي يصدر كملحق عن مجلة " الأهرام الاقتصادي "، التابعة لمؤسسة الأهرام الحكومية، التي تدافع دائما عن أمانة السياسات، و عن جمال مبارك .. و هي لم تكن ذات صلة في يوم من الأيام بجريدة "الدستور" المعارضة . الذي قد لا تعرفه أن البوشي هذا صدر أمر القبض عليه بعد النشر، لاتهامه بالنصب و توظيف الأموال .. و كانت دبي الأسرع ـ كالعادة ـ إلى القبض عليه و إيداعه سجونها بتهمة إصدار شيكات بدون رصيد، على وعد بتسليمه للسلطات المصرية عندما تنتهي فترة عقوبته في سجونها .
الفايد يزور القاهرة بدعوة من السيد جمال مبارك و البوشي في زيارة سريعة إلى القاهرة وصل السيد محمد الفايد لأول مرة منذ 25 سنة إلى القاهرة بدعة من جمال مبارك و نبيل البوشي . و تم الحديث في استثمار الفايد في بعض المجالات، و من ضمنها الاستثمار في التعليم و الصحة و تم توقيع اتفاقية لأكبر مجمّع جامعي و تكنولوجي . و في نفس الوقت سيتم انشاء مدينة طبية بإجمالي 3 بليون دولار أمريكي، بمشاركة البنك الدولي و بنك أوف نيويورك .
ارتفاع مؤشر البورصة المصرية عند إعلان صفقة البوينج و إيرباص ارتفع مؤشر البورصة المصرية بعد المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه بيل البوشي عن صفقات البوينج و إيرباص، بالإضافة إلى إدخال تعديلات جذرية لسوق المال المصرية ومنها تم إبرام اتفاقية مع بورصة نيويورك و بورصة لندن في إدخال نظام التسوية الفورية و جميع مشتقات و منتجات البورصة الحديثة
. ترشيح نبيل البوشي لمنصب اقتصادي رفيع خلال ساعات أعلن السيد جمال مبارك بأن خلال الساعات القليلة سوف يتم تعيين السيد نبيل البوشي بمنصب اقتصادي رفيع لأول مرة بمصر و ذلك لمجهود و نجاح نبيل البوشي خلال الأربع سنوات الماضية في نقل البورصة المصرية إلى أحدث نظام في الشرق الأوسط
. العدد 495من البورصة المصرية
ملحق متخصص يصدر صباح كل اثنين مع مجلةالأهرام الاقتصادي
قائمة ضحايا البوشي

1-حسن الجبلى شقيق وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلى 12 مليون جنيه 2-محمود الخطيب نائب رئيس النادى الأهلى 5 ملايين جنيه 3-الفنانة ليلى علوى 640 ألف دولار 4-الفنانة ميرفت أمين 700 ألف دولار 5-كريم خليل إبراهيم شوشة 2.6 مليون دولار 6-ماجد شنودة 1.6 مليون دولار7-أحمد مختار محمد الرشيدى 2.3 مليون دولار 8-عمر سعد محمد شلبايه 2 مليون دولار 9-محمد سعد مسعد شلبايه 1.3 مليون دولار 10-طارق محمود أبو طالب 5 ملايين دولار 11-محمد أحمد إحسان 1.1 مليون دولار 12-أحمد عادل أحمد سيد أحمد 1.3 مليون دولار13-مدحت حسن دره 2 مليون دولار 14-حسين مصطفى حسين فهمى 2 مليون دولار 15-فكرى بدر الدين حمدى 500 ألف دولار 16-عمرو فكرى بدر الدين حمدى 250 ألف دولار 17-سارة فكرى بدر الدين حمدى 250 ألف دولار 18-حامد بهجت الدين الشربينى 850 ألف دولار + 100 ألف يورو19-هدى بهجت الدين الشربينى 230 ألف دولار 20-نهى بهجت الدين الشربينى 10 آلاف دولار 21-مها إبراهيم الشعبينى 320 ألف دولار +100 ألف يورو22-بهاء الدين حامد 100 ألف دولار 23-سليمان محمود الحكيم 120 ألف جنيه استرلينى 24-عاطف أنور بسطا 1.1 مليون دولار 25-جمال الدين إحسان العقاد 530 ألف دولار 26-احمد حمد المقيم 700 ألف دولار27-عبد الرؤوف هلال 100 ألف دولار 28-ناجى فؤاد سعد 100 ألف دولار 29-رؤوف محمد نور 100 ألف دولار 30-أحمد على ماجد 400 ألف دولار31-صافيناز محمود صدقى 50 ألف دولار + 16 ألف يورو32-أشرف حسن فهمى إسماعيل 1.5 مليون دولار 33-محمد حسن فهمى إسماعيل 820 ألف دولار 34-ممدوح حسن فهمى إسماعيل 300 ألف دولار 35-سعيد غريب محمد 1.96 مليون دولار 36-محمد الشرقاوى 14 مليون دولار 37-عادل الكيلانى 11 مليون دولار 38-محمد سعيد 3 ملايين دولار